الفن و الخيال قوة مدركة لخفايا الحياة

تعتمد الفنون كلها الخيال وهو العنصر المهم اللذي ينبض بالابداع لأن الخيال هو الخيال قوة مدركة لخفايا الحياة، ومن خلاله يمكن ان تتولد اشياء وتتجرد اشياء اخرى، وهو تجمع او تراكم للحياة الواقعية ثم يتحول فيما بعد الى خلاصه او استخلاص للواقع. ومن الخيال نجد خلق لصور جديدة غير موجودة في الواقع لانه هو المعمر، بينما الواقع يتهرأ ويهرم فيما بعد. والخيال هو المجال الطبيعي للخلق والابداع في الفن وبحرية تامة بعيدا عن الكبت والقلق والخوف وحتى الاحراج اي انه يحقق اسمى اشكال الحرية لانه يرفض كل قيود الواقع وسيطرته.

وعن طريق الخيال يغوص الفنان في اعماق الانسانية ويستخلص منها الاشياء المراد تحقيقها بحيث تصبح اكثر صدقا من الواقع نفسه ويقول دستوفسكي:” ان مايدعوه الاخرون بالخيال او الاستثناء انما عندي هو جوهر الواقع “.


والخيال معبر عن موقف روحي. يعمل على تحليل الصور الواقعية المخزونة في العقل واعادة خلقها في صور ابداعية جديدة لم يتطرق احد اليها مسبقا، والناس تتعاطف مع هذه الصور الابداعية الجديدة لانها تجسد قدراتهم الكامنة، ورغباتهم الحالمة، بعيدا عن قيود وسيطرة الواقع. والخيال قوة تاتي من اللاشعور اي ان اللاشعور محرك حيوي للخيال ولا عمل للعقل الواعي الا عرقلة هذه القوة.. ويقول فرويد:” ان الفنان يختلف عن معظم الناس في ان الصلة بين الشعور واللاشعور لديه ايسر واقرب وان الطريق بينهما سهل وميسور “. فالفنان عندما يشرد بحواسه فان مخيلته تنشط وتستيقظ، فينطلق الخيال في خلق صور غريبة وعواطف مبالغ فيها وساحرة ايضا.
كذلك يقول فرويد:” ان الروح عندما تترك طليقة فاننا نطلع على عالم من المرئيات المدهشة، وهي في الواقع مزيج من الذكريات المكبوتة والرغبات اللاواعية “.
اما الاحلام فهي تتابع لصور واقعية ممزوجة ببعضها ومجموعة انعكاسات، والفنان الذي لايحلم فانه يقطع خيط ارتباطه بالطفولة، ذلك العالم المليء بالعجائب والغرائز.
والاحلام تحافظ على موازنة الحياة النفسية للفرد والتخفيف من التوتر الذهني، فالخيال والحلم رموز متتابعة لرغبات مكبوتة، والمتأمل هو الشخص الذي يطلق العنان لخياله بعيدا عن سيطرة الواقع.
والتأمل الفني خاصة يعمل على التخفيف من اندفاعات العواطف ويجعل الفنان ساميا وهادئا وذا نيات طيبة ، فالتأمل هو تخيل المستقبل وما يكون عليه، اي ان الفن التأملي هو تنفيذ للخيال وبجرأة وحرية تامة.

هذه بعض الصور فيها تأثير الخيال واضح وجميل










"الفنون جنون"

هل صحيح أن "الفنون جنون"، لماذا يردد الناس هذه المقولة؟

إن الإجابة ببساطة شديدة تكمن في أن الفنون - ونقصد بها هنا الفنون ذات الأبعاد الثلاثة (أو الفنون التشكيلية) كفنون التصوير و النحت والعمارة و الرسم والفنون التطبيقية ... تجتذبنا إلي عالم مثير من الحس الملموس حيث تعمل حواس البصر واللمس والاتزان لدى الإنسان، علي الرغم من الصورة المعروضة أمامك جماد لا يحس ولا ينطق لكنك تستطيع أن تحس بل وتشعر بالأفكار المقدمة من خلالها وتنفعل معها.

ونجد أن إحدى وظائف الفن في المجتمع الإنساني هي أنه يساعد علي تكييف المحيط الذي نعيش فيه، و قد يزودنا الفن بوسيلة الإقناع التي تأتي من خلال الاستجابة الحسية والعقلية والعاطفية لما قد يمارسه الفنان ويحاول أن ينقله إلينا.

ولكي نفهم الفن ينبغي أن نضع في أذهاننا أنه يظهر لنا في أول الأمر غريباً وغير عادي وقد يكون الطريق مغلقاً أمامك بسبب عدم معرفتنا لغته، لكن يمكن التغلب علي هذا بسهولة أكثر في الفن التقليدي عنه في الفن التجريدي.

- العناصر الفعلية التي تدخل في خلق عمل فني ما:
- منها علي سبيل الحصر وليس القصر:

- المساحة.

- الضوء.

- النسبة.

نجد أن هذه العناصر تعالج بأسلوب يختلف من ثقافة لأخرى حيث لكل فترة زمنية بل ولكل فنان طابعه الخاص والمتميز في الفن. لكن الطابع يظل كما هو لا يتغير لأن التغير يأتي من استخدام المادة الفنية الواحدة بشكل متنوع والمثال علي ذلك نجد أن الزخارف الكلاسيكية اليونانية والرومانية القديمة في فن العمارة والنحت عولجت بشكل مختلف من قرن إلي قرن مع احتفاظها بطابعها العام فقد تم استخدامها بنوع من التغيير في القرن الخامس عشر، بثراء في القرن السابع عشر، وبتكوين خفيف غير مزدحم في القرن الثامن عشر. ويمكننا أن نتذكر أيضاً في حقل الأدب كيف أخرجت مسرحيات شكسبير إخراجاً يختلف باختلاف القرون، لا من حيث الازدياد في المناظر فحسب ... بل اختلفت حتى في طريقة عرضها الفعلية وقد ذكرت هذا المثل لكي أصل إلي مفهوم أن جميع أنواع الفنون ليست فقط التشكيلية تختلف في أسلوب تناولها ليس من شخص إلي شخص وإنما متطلبات العصر وتغيراته تتحكم في ذلك أيضاً.

ref: http://galileoart.com/forum/?showtopic=2743